وحش بحيرة لوخ نيس Loch Ness monster في عداد أساطير القرن العشرين التي يصعب تأكيدها، ولكن صوراً نشرها هواة هذا الوحش في أسكتلندا يقولون إنها التقطت بواسطة " Apple Maps "، هزت قناعات بعض الرافضين لروايات طالما رددها الأسكتلنديون وجيرانهم في ما وراء بحر الشمال الاسكندينافيون.
وتداول الكثير من الصحف البريطانية والنرويجية والسويدية والدنماركية هذه الصور، التي تمسك بها البعض كإثبات للقصص التي سمعوها بهذا الخصوص منذ أيام الصبا.
وبهذا الشأن نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية تقريراً موثقاً بصور التقطت بواسطة "آبل ماب"، تظهر حيواناً عملاقاً يعوم في بحيرة لوخ نيس بالقرب من الساحل، وحسب التقرير فإن طول هذا الوحش البحري الغامض يبلغ 30 متراً أي أنه بطول الحوت الأزرق البالغ.
وكما يظهر في الصور المنشورة للوحش البحري وهو يعوم باتجاه جنوب بحيرة لوخ نيس التي استعار اسمه منها، بأنه يمتلك زعنفتين كبيرتين تناسبان حجمه العملاق.
وتفيد كافة التقارير المنشورة بأن هذه الصور التقطت بالصدفة بواسطة رجلين بريطانيين مختلفين من هواة مسح الأقمار الصناعية بهدف الكشف عن الوحش البحري، هما: بيتر ثين من مقاطعة نورثمبرلاند، وأندي ديكسون من مقاطعة دورهام باستخدام تطبيق "Apple Maps" من فاصلة بعيدة عبر الأقمار الصناعية.
ويقول ديكسون: "لقد كان الأمر مثيراً فأنا لم أذهب يوماً إلى بحيرة لوخ نيس ولكن كنت مهتماً دائماً بهذا النوع من الأشياء".
ويتحدث غاري كامبل (49 عاماً) وهو رئيس نادي هواة "وحش لوخ نيس": "الآن لدينا جواسيس في سماء بحيرة لوخ نيس، وربما سنحصل على المزيد من المشاهدات لوحش البحر التي قد تثير شهية الكثير من الصيادين ليأتوا إلى الشمال".
ويعتقد كامبل بأن استخدام تكنولوجيا الأقمار الصناعية يعني إذا كان "نيسي" - وهو اسم يطلق على وحش البحر في أسكتلندا – يسبح تحت الماء فقط ففي هذه الحالة (مع الكشف عن الصور) بوسعنا سحبه إلى سطح الماء أيضاً."
ويزعم كامبل أن السنة الماضية هي الوحيدة التي لم يشاهد فيها "نيسي" منذ 90 عاماً على الإطلاق، مضيفاً: "بعد اختفاء نيسي لمدة 18 شهراً فإنه من الرائع أن نراه يظهر ثانية".
وبالرغم من نشر هذه الصور مع ذلك يفسّرها البعض بأنها يمكن ببساطة أن تكون صوراً لتيارات مائية تحتية تطفو على سطح بحيرة لوخ نيس.
وخلافاً لذلك فإن هواة الوحش البحري، وبعد مضي 6 أشهر من دراسة الصور ومناقشة مختلف النظريات حول هذا الحيوان الأسطوري، يؤكدون أنهم توصلوا لقناعة تؤكد أن الصور هي للوحش "نيسي ".
خلفية تاريخية
وتعود الأسطورة المتعلقة بمشاهدة الوحش البحري إلى القرن السادس الميلادي عندما أعلن الراهب الأيرلندي سانت كولومبا أنه شاهد السكان المحليين يدفنون رجلاً تعرض لهجوم "وحش المياه".
وتعود أول مشاهدة معروفة لعام 1933، حيث ادعى جورج سبايسر وزوجته بأنهما شاهدا نموذجاً لحيوان بحجم غير عادي بلغ ارتفاعه 4 أقدام وطوله 25 قدماً عندما كانا يمران على طريق بالقرب من بحيرة لوخ نيس.
وفي العام الماضي أعلنت ثلاثة مصادر مختلفة أنها التقطت صوراً لوحش البحر، إلا أن الخبراء أثبتوا أن كافة تلك الصور كانت مزورة.
وحش بحيرة سليورد النرويجية
وفي النرويج على الشاطئ الآخر لبحر الشمال الذي يفصل هذا البلد الإسكندنافي عن أسكتلندا ثمة بحيرة تدعى "سليورد"، تنقل روايات عدة حول مشاهدة حيوان بحري عملاق فيها، وتؤكد القصص أن هناك وحشاً بحرياً علاقاً يتحرك تحت المياه بالمستوى القريب من السطح ويتسبب في إيجاد أمواج، وذلك بالرغم من عدم مرور أي قارب من هناك، كما لا توجد أي رياح في نفس الوقت.
ويعتقد أهالي المناطق القريبة من سليورد بأن وحشاً بحرياً يعيش في البحيرة، وخلافاً لذلك يرى الخبراء النرويجيون أن هذه الأمواج ناتجة عن تحرك المياه في عمق البحيرة لاسيما أنها تحدث في الصيف.