بُحيرة ضخمة تقع في جَنوب جزيرة جرينلاندا تم اكتشفها مِن قبل عُلماء المَناخ الأمريكيون والأوروبيون و تبلغ مِساحة هَذه البحيرة 65 ألف كيلومتر مربع، ولا تتجمد أبدا لوقوعها تحت غِطاء مِن الجليد.
وتعد البحيرة حَوضا يَجمع 100 مليار طن من مياه ذوبان الجليد عَلى الحدود بين الجليد والتربة. جَاء ذلك في مَقال نشرته مجلة " نايتشر جيوسيانس"، وَقال الباحث في جامعة يوتا بمدينة سولت لايك سيتي الأمريكية ريتشارد فوستر: "لقد فاجأنا هذا الاكتشاف، وَسبق لزملائنا أن أعلنوا أن تيارات من مِياه الذوبان عَلى حافة الجليد لا تختفي بحلول الشتاء، فكنا أول مَن استطاع العثور عَلى المَاء دَاخل الجليد وإثبات أن المَاء لا يتجمد طيلة السنة.
يذكر أن فوستر وزملاؤه يقومون بشكل مُنتظم ببعثات إلى جرينلاندا على مدى أربعة أعوام لتقييم سُرعة انخفاض الغطاء الجَليدي في "الجزيرة الخضراء". وقام العُلماء بحفر بضع حُفر في جَنوب الجزيرة استخرجوا مِنها عَينات من الجَليد. واندهش العلماء عِندما اكتشفوا بعد الحفر على عمق 10 أمتار ماءً سَائلا عَلى الرَغم ِمن بلوغ دَرجة الحَراة 15 دَرجة تحت الصِفر واستمرار الشتاء في غرينلاندا.
وَقرر العلماء أخذ عَينات في مَكان آخر، وَقاموا بالحَفر في مَكان يَبعد بضعة كيلومترات عَن الجيب المَائي، وَحصلوا على النتيجة نفسها، لكن على عمق 25 مترا هذه المرة. ثم قرر العُلماء رَسم حدود تلك البحيرة، واتضح أنها كبيرة جدا حَيث بَلغت مساحتها 65 ألف كيلومتر مُربع وَعمقها يتراوح بين 10 أمتار و50 مترا، وَيمكن مقارنة أبعاد هذه البُحيرة بأبعاد بحيرة فيكتوريا في إفريقيا.
ويعتقد مُعدو الدراسة أن وجود تلك البُحيرة تحت جَليد جرينلاندا سيساعد في إدراك العلاقة بين ذوبان الجليد في غرينلاندا وَمستوى المحيط وتغيرات المناخ على الكرة الأرضية. ويرى فوستر أن غرينلاندا تسرب سنويا إلى المُحيط العَالمي 200 مليون طن مِن الماء العذب. وفي حال استمرار ارتفاع دَرجة الحَرارة عَلى الأرض فبحلول عَام 2050 يُمكن أن يتضاعف هَذا المؤشر.