أنجب كل من كيب وموناليزا هاردنغ 10 أطفال لكن العدد الكبير للأطفال بالنسبة إلى عائلة أمريكية واحدة ليس غريباً كفاية، بل إنّ الغرابة تكمن في أن سبعة منهم دخلوا الجامعة في سن 12 عاماً.
بدأت القصة عندما قرر الوالدان سحب "هنّا" ابنتهما البكر من المدرسة عندما كانت في الصف الثالث الإعدادي، وقال الوالد: "رأينا أنه باستطاعة طفلتنا القيام بجهد أكبر، وعلى الرغم من كثرة الفروض المدرسية التي كانت تقوم بها كل مساء، فقد قررنا سحبها من المدرسة. لقد كان قراراً مخيفاً في البداية، لكن بعد أن بدأنا تدريسها في المنزل، أخذت الأمور بالتحسن، وسار كل شيء على ما يرام".
وفي المرحلة التالية، قام الوالدان بتسجيل ابنتهما في دورات جامعية لصغار السنّ، لكن مع الوقت أبدت "هنّا" رغبة وقدرة على دخول الجامعة كأي طالب عادي، وعندها استجابا لطلبها وأدخلاها الجامعة حيث تخصصت في الهندسة وحصلت على شهادتين في الدراسات العليا.
وتقوم فلسفة عائلة هاردنغ في التدريس المنزلي على فكرة بسيطة، كما قال الوالد: "هناك معلم أو معلمة لنحو 30 طالباً كمعدل وسطي، لكننا في المنزل نرعى أطفالنا بطريقة أفضل، فهناك طلاب يتم نسيانهم في داخل الصف، ومن هنا تنبع أهمية التدريس المنزلي لأن التلميذ يتلقى العناية المطلوبة والكاملة من والديه".
وقد استمرت عائلة هاردنغ في اتباع هذا النهج وحققت نتائج باهرة، إلى درجة أن العائلة أصدرت كتاباً بعنوان "المجموعة الذكية" في إشارة إلى الأطفال، حيث يعرضون النصائح والسبل الكفيلة بمساعدة العائلات الأخرى على اعتماد أساليب التعليم البديلة، من أجل مستقبل أفضل لأطفالهم، كما يقول الكتاب.